سيدنا نوح عليه السلام
وفي اليوم التالي التفَّ الأولاد حول
جَدِّهم، وكان برد الشتاء في تلك الليلة شديدًا، فأشعلت الجدة (فاطمة) نار
المدفئة، وأحضرت لهم بعض المشروباتِ الدافئة، وكان (كاكاو باللبن)؛
فالأطفال تحبُّه كثيرًا، ثم جلست معهم تستمِع، وانطلق الأولاد يستعجلون
الجد ليبدأ ما وعَد به بالأمس، فيَقُص عليهم قصة سيدنا نوح - عليه السلام.
شعيب: ما الذي حدث بعد أن مات سيدنا آدمُ - عليه السلام - يا جدي؟
الجد صالح: انتشر
أبناؤه في الأرض يعمِّرونها، وكانوا يعبدون الله تعالى وحده، ويعملون
بتعاليمه، ويُطيعون أوامره، ومرت سنوات؛ وسنوات طويلة مات الكثير منهم وبقي
الكثير.
إلياس: وكم عدد تلك السنين يا جدي؟
الجد صالح: كان بين سيـدنا آدمَ - عليه السلام - وسيدنا نوح - عليه السلام - عشرة قرون، كلها كانت على الإسلام .
مسعود: معذرة يا جدي، هل ذُكِر ذلك في القرآن؟
الجد صالح:
لا يا مسعود، ولكن الذي أخبرنا بذلك هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فقال: ((كان بين آدم ونوح عشرةُ قرونٍ، كلهم على شريعة من الحق))، وشريعة
الحق هي الإسلام.
الجدة: وما الذي حدث بعد ذلك؟ وما الذي غيَّر شريعتهم؟
مرت سنوات وسنوات والناس على عبادة الله،
ومات الكثير والكثير، وكان من بين مَن مات خمسة رجال صالحين أحبَّهم الناس
كثيرًا، وحزِنوا لموتهم؛ وكانوا يُسمَّون: "ودّ، وسواع، ويغوث، ويعوق،
ونَسر".
وكانت هناك فرصة كبيرة للشيطان ليبدأ في
تحريض الناس على عِصيان الله تعالى، والشرك به، ووسوس لهم الشيطان، ودلَّهم
على طريقةِ إبقاء ذكرى أولئك الرجال الخمسة؛ حتى لا ينساهم الناس.
أوحى لهم الشيطان أن يقيموا أصنامًا
لهؤلاء الرجال الصالحين، وكانت الأصنام مصدر سعادة للناس؛ حيث كانت
تذكِّرهم بأولئك الرجال الصالحين، ومرَّت السنون، ومات هؤلاء الذين بنوا
الأصنام، وجاء بعدهم أبناؤهم، ثم ماتوا ثم جاء بعدهم أبناء أبنائهم، ولم
يعرفوا لم صُنِعت هذه الأصنام؟ فاستغلَّ الشيطان نِسيانهم.
وهنا قال شعيب: وهذه فرصة له كبيرة، وهو المتربّص ببني آدمَ ليُبعدهم عن عبادة الله؛ كما أخبرتنا يا جدي في قصة سيدنا آدمَ - عليه السلام.
الجد صالح: أحسنتَ يا شعيب، وهكذا انحرف الناس عن عبادة الله إلى عبادة الأصنام التي لا تضرُّ ولا تنفع.
فبعث الله إليهم نوحًا - عليه السلام - ليهديهم إلى عبادة الله.
الجدة فاطمة: لكن لماذا اختار الله سيدنا نوحًا واصطفاه من بينهم ليدعوهم إلى عبادة الله، أكان سيدًا فيهم؟
الجد صالح:
كان نوحًا - عليه السلام - عظيمًا في قومه، واختاره الله؛ ليس لأنه أغنى
قومه، أو السيد على القوم، أو الحاكم، وإنما لطهارةِ قلبه وصفائه ونقاء
عقيدته.
مسعود: ولسبب آخر أيضًا يا جدي؛ لقد سماه الله - سبحانه وتعالى -: ﴿ عَبْدًا شَكُورًا
﴾ [الإسراء: 3]؛ أي: إنه كان يشكر ربَّه في كل أحواله وأقواله، إذا أكل أو
شرب حمِد الله وشكره، وإذا لبس ثوبه شكر الله، وهكذا كان دائم الذكر لربه.
إلياس: ما أعظم أن نرطِّب ألسنتنا بذكر الله وشكره، لكن ما الذي حدث بعد ذلك يا جدي، هل استجاب قومه له، وهل رحَّبوا بدعوته؟
الجد صالح:
أخذ يدعو قومَه للعودة إلى عبادة الله، وترْك عبادة الأصنام، وبيَّن لهم
كيف أن الشيطان خدَعهم، وحاوَل معهم بمختلف الحُجَج والوسائل في الليل
والنهار، والسر والإجهار، بالترغيب تارة والترهيب أخرى، يحدِّثهم عن قدرة
الله - عز وجل - وعظمته، يذكرهم بنعمه الكثيرة الهائلة، ويقول: انظروا ها
هي الأرض تحمِل من الخيرات الكثير والكثير، تأمَّلوا الأشجار وما تحمل من
ثمارٍ، والحيوانات والنباتات والجبال والأنهار، انظروا إلى أنفسكم
وتأمَّلوا هذه النعم العظيمة التي أعطاها الله تعالى لكم: هذا العقل الذي
تفكِّرون به، هذه العين التي تنظرون بها، وهذه الأقدام التي تمشون عليها،
وغيرها، وكل هذا لم ينجح فيهم، بل استمر أكثرهم على الضلالة والطغيان
وعبادة الأصنامِ والأوثان.
ونَصَبوا له العداوةَ في كل وقت وأوان،
وتنقَّصوه وتنقَّصوا منَ آمن به؛ إذ لم يُصدّقه منهم سوى عدد قليل من
الفقراء والضعفاء، أما الأغنياء الأقوياء والحكام فلمْ يستجيبوا لدعوته،
ولم يكن حتى ليجد الراحة في بيته؛ فقد كانت زوجته هي الأخرى كافرة تستهزئ
بدعوته، وتسخر من كلامه، حتى الأطفالُ الصغار كانوا يَلتفُّون حوله
ويقولون: المجنون المجنون؛ لقد كان قومه غِلاظ القلوب يَرمونه بالحجارة
المدبَّبة، ويتَّهِمونه بالخَبَل والجنون!
وقالوا له: كيف يكون الرسول بشرًا مثلهم؟
فبيَّن لهم سيدنا نوح أنه بشرٌ ومرسل لهم؛
لأنهم بشرٌ مثله، ولو كان على الأرض ملائكة لأرسل الله لهم رسولاً من
الملائكة، ثم بعد ذلك لجأ الكفار إلى المساومة، وقالوا لنوح - عليه السلام
-: إذا أردت أن نؤمن بدعوتك، فاطرد هؤلاء الفقراء والضعفاء؛ لأنه من
المستحيل أن تضمَّنا نحن الأغنياء الأقوياء والحكام مع هؤلاء دعوة واحدة
فنتساوى معهم؛ فردَّ عليهم نوح - عليه السلام - بأنه ليس من حقه أن يطرد
مَن يشاء.
ولكنهم لم يهتموا بكلامه، بل راحوا يَقذِفونه بأبشع الشتائم والصفات وقالوا له: ﴿ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الأعراف: 60].
فقال لهم سيدنا نوح بأدب عظيم: ﴿ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 61].
وهكذا، كلما زادهم دعاءً وتذكيرًا، زادوه
فِرارًا وإعراضًا، وإصرارًا على الباطل، واحتقارًا لأتباعه من الضعفاء؛ حتى
إنهم طلبوا عذاب الله بأنفسهم، وقالوا له: ﴿ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ [هود: 32].
الجدة فاطمة: يا إلهي، يطلبون العذاب بأنفسهم، إنه لضلال عظيم!!
الجد صالح: كان
الكافرون في قمة العناد والكفر، وكانوا لا يُطيقون سماعَ سيدنا نوح - عليه
السلام - حتى إن بعضهم إذا جاء ووقف بينهم وهم جالسون في مجموعات، وقال:
اتقوا الله، واعبدوا ربكم.
قالوا: ماذا تقول؟ ويجعلون أصابَعهم في
آذانهم، وبعد ذلك يأخذ الواحد منهم ثوبَه أو إزاره ويغطِّي وجهه، ويقول: لا
أريد أن أراكَ، ولا أريد أن أسمعَ كلامك.
وهنا قال إلياس: وماذا فعَل سيدنا نوح يا جدي، هل انصرَف عنهم؟
الجد صالح: لا
يا إلياس، فالأنبياء الذين يختارهم الله لا ينصرِفون عما كلَّفهم الله به،
ولكن سيدنا نوح ظلّ يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، يدعوهم ويصبر
عليهم، وقد تعاقَبتْ عليه منهم أجيال.
شعيب: ما أعظمَ صبرَ سيدنا نوح وحِلْمه على قومه.
مسعود: إن الصبرَ لخلق عظيم.
إلياس: وماذا حدث بعد ذلك يا جدي؟
الجد صالح:
حزن سيدنا نوح وغضِب على قومه؛ لأنه كان يحبهم ويحب لهم الخير في الدنيا
والآخرة، ولكنهم عصوه وكذَّبوه، فشكا نوح قومه إلى الله - سبحانه وتعالى -
فأخبره الله بأنه لن يؤمن من قومه إلا مَن قد آمن معه، وفي هذه اللحظة دعا
نوح على قومه، وقال: ﴿ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴾ [نوح: 26].
عندها استجاب الله - عز وجل - دعوته،
وعندها أمره الله أن يقوم ببناء سفينة، وأمره أولاً أن يزرع شجرة، وحينما
نَمَت الشجرة وكبرت، أمَره الله بقطعها وتقطيعها.
وبدأ نوح ومَن معه من المؤمنين ببناء
السفينة برعاية الله وتوجيهه، وكان لنوح - عليه السلام - ثلاثة أبناء: حام،
وسام، ويافث، آمن منهم اثنان وبقي الثالث كافرًا.
وكان يصنع الفلك في صحراء وليس في بحر، وكلما مرَّ عليه قومه قالوا: ما هذه يا نوح؟!
قال: هذه فُلْك.
قالوا: أين البحر يا نوح؟! أتصنع فُلْكًا في الصحراء؟!
فسخروا منه، وقالوا: تعالَوا وانظروا إلى نبيكم هذا، أليس مجنونًا؟ أيصنع سفينة في الصحراء؟!
وكانوا يقولون: أصار نجارًا بعد أن كان نبيًّا؟!
ولكنه كان عنده ثبات على دينه وعقيدته، وكان يقول: فاضحكوا الآن، لكن فيما بعد سترونها تجري في البحر، وسوف تعلمون.
مسعود: وذلك كما أخبر ربنا - عز وجل -: ﴿ وَيَصْنَعُ
الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا
مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا
تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴾ [هود: 38، 39]، وهكذا أهل الإيمان دائمًا يَثبُتون على دينهم، ولا يتزعزعون لمجرد سخرية أهل الباطل.
الجدة فاطمة: أحسنتَ يا ولدي، ولكن ما الذي حدث بعد ذلك يا حاج صالح؟
الجد صالح:
انتهي سيدنا نوح - عليه السلام - من بناء السفينة، وكانت كبيرة الحجم،
وكانت ثلاث طبقات: العليا للطيور، والوسطى للناس، والسفلى للوحوش، وحان وقت
العقاب الذي سيُنزِله الله بالكافرين.
قال الله تعالى لنوح: إذا رأيت الماء يخرج
من التنُّور (الفرن، وهو مكان يُستبَعد خروج الماء منه، وكان علامة لنوح -
عليه السلام)، فخذ من الحيوانات ومن الطيور من كل زوج اثنين، خذ ذكرًا
وأنثى، وخذ معك كل من آمن بالله، وليصعدوا معك إلى السفينة.
وعندما رأى نوح الماءَ يخرج من التنور دعا
كل المؤمنين ليركبوا السفينة، وبدأ الماء يخرج من كل فتحة من الأرض، ثم
نزل المطر غزيرًا.. غزيرًا.
إلياس: وماذا فعل الكافرون؟
الجد صالح:
لقد فوجئ الكافرون بما حدث فأخذوا يصيحون ويصرخون، وعرَفوا أن وعد الله
الذي وعده لسيدنا نوح كان حقًّا، وأن نوحًا - عليه السلام - كان صادقًا،
فأخذ الكفار المشركون يهربون إلى الجبال ليحتموا من الغرق في ماء المطر،
لكن المطر استمرَّ حتى غمَر الأرض والجبال كلها، بل صار الماء جبالاً كجبال
الأرض، وجرت فيه السفينة بيسرٍ وأمان، عندها طفتِ السفينة على وجه الماء،
وسارت بكل مَن فيها.
وكان من بين هؤلاء الكافرين ابن سيدنا نوح، فناداه أبوه ليركب معهم، لكنه رفض، وقال: إنه سيحتمي بالجبال.
واستمر الماء يفيض من كل مكان، حتى لم
يبقَ أحد حيًّا على الأرض، إلا من كان في سفينة نوح، وبعد مدة من السير وسط
المياه، أرسل نوح حمامة تستطلِع الأخبار، عادت الحمامةُ وهي تحمل في
منقارها غصنَ زيتون؛ فعرف نوح أن الأحوال هدأت فرسى بالسفينة على جبل يدعى
(الجودي) بالعراق.
إلياس: وهل هَلَك كل الكافرين يا جدي؟
الجد صالح: أجل يا إلياس، هلكوا جميعهم.
الجدة فاطمة: كيف وقد وعد الله نوحًا أن ينجو أهله معه؟!
الجد صالح: أشفَق نوح - عليه السلام – على ابنه وانتابته عاطفة الأبوة، وقال لربه - عز وجل -: ﴿ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي ﴾ [هود: 45]، وأنت وعدتني بنجاة أهلي، وإن وعدك الحق وولدي رفض أن يركب، وقال: ﴿ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ﴾ [هود: 43].
وكان الرد الرباني: ﴿ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ﴾ [هود: 46].
الجدة فاطمة: إذًا فما الذي أهلكه يا أولاد؟ عمله غير الصالح، وما الذي نجَّى نوحًا والذين آمنوا معه؟ العمل الصالح.
شعيب: معذرة يا جدي، أريد توضيحًا أكثر، كيف أنه ليس من أهله وهو ولده؟
الجد صالح:
أخبر الله يا شعيب سيدنا نوح أن ابنه (عمل غير صالح)؛ أي: إن الرابطة
الحقيقية التي تجعله من أهله ليست هي رابطة الدم التي تجمع بينه وبين ابنه؛
إنما هي رابطة العقيدة، وقد رفض الابن أن يكون على العقيدة الصحيحة،
فانفصَم وانقطع ما بينه وبين أبيه من رباط؛ لأنه "عمل غير صالح"! أفهِمت
الآن يا ولدي؟
شعيب: نعم يا جدي فهمت وجزاك الله خيرًا، لقد ظن سيدنا نوح أن أهلية النسب تبقى مع اختلاف الدين.
الجد صالح: ولذلك عاتَبَه الله؛ لأنه لم يُدرِك ذلك فأخذ نوح يدعو ربه ويَستغفِره، فتاب الله عليه.
إلياس - مُتلهِّفًا -: وماذا حدث بعد ذلك يا جدي؟
بعد ما خرج نوح من السفينة بدأت الحياة
على الأرض مع أبناء نوح والمؤمنين معه، ليعمِّروا الأرض مرة أخري بالمؤمنين
الصالحين، واستمر هذا حتى وقت طويل.
ونظر الجد إلى أحفاده قائلاً: وهكذا يا
أحبائي نكون قد انتهينا من قصة سيدنا نوح، وغدًا - إن شاء الله - أقصُّ
عليكم قصة هود - عليه السلام.
الجد صالح: والآن يا أولاد ما الدروس المستفادة من قصة نوح - عليه السلام؟
مسعود: أقول أنا يا جدي: إن الأنبياء ومَن بعدهم العلماء هم أحرص الناس على هداية الناس والعمل على تقريبهم من ربهم.
الجد صالح: أحسنت.
شعيب: وأنا أيضًا يا جدي، أن المسلمين أمة واحدة تربِطهم علاقة العقيدة، فكل المسلمين في أي أرض من بلاد الله إخوة مهما تباعدت المسافات.
الجد صالح: أحسنت.
إلياس: وأما أنا يا جدي فأقول: إن الإيمان بالله سببٌ للنجاة في الدنيا والآخرة.
الجدة فاطمة: وتعلَّمنا
أن الشكر خُلُق عظيم؛ شكر الله - سبحانه وتعالى - على نعمه الكثيرة، وشكر
الناس إذا أسدوا إلينا معروفًا؛ فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((مَن لا يشكر الناس لا يشكر الله)).
شعيب: ومصداق ذلك قول الله تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾[إبراهيم: 7].
الجد صالح: إن الشكر يا أبنائي خُلُق الأنبياء؛ فنوح - كما علِمنا - قال عنه الله: ﴿ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ﴾ [الإسراء: 3].
وموسى قال الله له: ﴿ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ [الأعراف: 144].
وداود قال الله له: ﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ﴾ [سبأ: 13].
سليمان قال: ﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ﴾ [النمل: 19].
إبراهيم قال الله عنه: ﴿ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [النحل: 121].
محمد - صلى الله عليه وسلم - كان يقوم الليل حتى تتفطَّر قدماه؛ أي: تتشقَّق من كثرة القيام ويقول: ((أفلا أكون عبدًا شكورًا)).
فهل نحب يا أبنائي أن نُحشَر مع نبي الله
نوح وموسى وداود وسليمان وإبراهيم ومحمد - صلى الله عليه وسلم - إذًا علينا
أن نتَّبِع نَهجهم، ونحبهم حتى نحشر معهم؛ فإنهم كانوا شاكرين، والمرء مع
من أحبَّ يوم القيامة.
الجدة فاطمة: اللهم اجعلنا يا رب من الشاكرين دائمًا.
الجميع: آمين، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك