أخي زائر مكة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا
من شددت رحلك إلى المسجد الحرام .. وقصدت قبلة المسلمين .. هنيئاً لك هذا
القدوم المبارك .. فقد وطئتْ قدماك خير أرض على وجه البسيطة .. واستنشقتَ
هواء أفضل بقعة في العالم .. ونزلت بأحب بلاد الله إليه .. فاحمد الله
أولاً أن يسّر لك القدوم وهيأ لك الوصول إلى هذه الديار التي تهفو إليها
الأنفس .. وتشتاق لها الأفئدة .. وتحبها القلوب المؤمنة .. فكم من أناس
يتمنون المجيء إلى مكة الحبيبة .. ولكن حالت بينهم وبين رغبتهم الصعاب
والمعوقات .. فأهلاً بك في حرم الله وفي جوار بيته العتيق الذي وصفه الله
بقوله {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدىً للعالمين}
أخي
الموفق: تذكر وأنت تهمّ بالدخول إلى مكة المكرمة - أو وصلت إليها - أن مكة
المكرمة بلد تضاعف فيه الحسنات .. وتعظم فيه السيئات .. بلد يُحرم فيه
القتال ،بلدٌ مبارك لا يدخله الدَّجال .. بلدٌ يحرم الصيد فيه وتنفيره،
وقطع أشجاره .. بلد لا يدخله مشرك ..بلد العلم والعلماء .. بلد القيم
والأخلاق والحضارة والثقافة .. بلد اختاره الله واصطفاه وأقسم به
فقال:{وهذا البلد الأمين}.
فأول
حق يجب علينا جميعاً تجاه هذه البلدة المشرفة أن نستشعر عظمتها في نفوسنا
.. وندرك فضلها بعقولنا .. ونستحضر فضائلها وخصائصها على الدوام ونحن ننعم
بالعيش فيها والمجاورة لبيت رب الأرض والسماء .. ولا بد أن يتمثل هذا
الاستشعار في سلوكنا وأخلاقنا وأعمالنا وتعاملنا .. فلا يصدر منا إلا كل
حسن من القول والفعل .. ونتجنب الحرام بكل أنواعه وأشكاله حتى نكون بإذن
الله من خير العباد في أحب البلاد .
وأخيراً
نجدد الترحيب بك في بلد الله الحرام، ونسأل الله أن يتقبل منك سعيك
وبذْلك، ويوفقك لما فيه رضاه .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته