أيها الأحبة؛ إنّ خير ما يَجتمع عليه العباد: علمٌ مبنيٌّ على: قال
الله قال رسوله-صلّ الله عليه و سلم- ؛ تَصلُح به القلوب،
وتَستقيم به الحياة، ويَصبر به الإنسان على مرارة الدنيا.
إنّ هذا الاجتماع في هذا المسجد المبارك مِن
القُربات إلى الله -عز وجل- لِمَن حسُن قصده، فنسأل الله -عزوجل- أن يرزقنا جميعًا
الإخلاص، وأن يجعلنا من عباده الصالحين الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه.
أيها الفضلاء، أيها الأخيار، أيها الحضور،
خلق الله -عز وجل- الإنسان ليكون خليفةً في الأرض، وليَُعمرَها بأعظم عمارةٍ؛ ألا
وهي توحيد الله - سبحانه وتعالى -، وجعل في الإنسان مُضغةً إذا صلُحتْ صلُح الجسد
كله، وإذا فَسدت فَسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب.
وخير الناس من
صَلُح قلبه وأثمر صلاحًا على ظاهره. وشرُّهم وأقبحهم مَن أظهر صلاحًا في ظاهره
وباطنه فاسدٌ مظلم.
ولن
يكون في الأرض صلاحٌ إلا بصلاح القلوب، فالاهتمام بصلاحها أعظم الفرائض، وأهم
الأمور.
وما عرفتِ البشرية طريقًا للإصلاح أعظم من
القرآن، وكيف لا يكون كذلك وهو كلام الله -سبحانه وتعالى- الذي أنزله على أشرف
رُسلِه وخاتم أنبيائه وأعظم أوليائه؛ محمد بن عبد الله -صلّ الله عليه و سلم-، والذي وصفه -سبحانه
وتعالى- بأوصافٍ كثيرة تدل على عظمته وبركته وعظيم تأثيره وشموله.